إعلان قناتك على يوتيوب
recent
أخبار ساخنة

 



من هو أبو لهب؟ أبو لهب، واسمه الحقيقي عبد العزى بن عبد المطلب، كان أحد أعمام النبي محمد ﷺ، ومن أقرب أفراد عائلته إليه نسبًا. إلا أن القرابة لم تمنعه من أن يكون أول وأشد أعداء الإسلام. لُقّب بأبي لهب بسبب وجهه الذي كان يتوهج بالنور، ولكنه استُبدل لاحقًا بجحود القلب وظلام الكفر، فأصبح رمزًا للعداء للحق. عداء أبو لهب للدعوة الإسلامية: منذ اللحظة التي جهر فيها النبي ﷺ بالدعوة، وقف أبو لهب موقفًا عدائيًا شرسًا. كان يرى في الإسلام خطرًا على مكانته الاجتماعية ونفوذه السياسي بين قريش. حين صعد النبي ﷺ جبل الصفا ونادى قريشًا ليبلغهم رسالة الإسلام، قال أبو لهب بغضب: "تَبًّا لَكَ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟" فأنزل الله عز وجل فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ۞ مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ۞ سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ۞ وَٱمْرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ ۞ فِى جِيدِهَا حَبْلٌۭ مِّن مَّسَدٍۭ}. دور أم جميل (زوجة أبي لهب): كانت أم جميل، زوجة أبي لهب، شريكته في العداء للإسلام. كانت تسعى لإلحاق الأذى بالنبي ﷺ من خلال جمع الحطب والأشواك ووضعها في طريقه. وصفها الله في السورة بأنها "حمالة الحطب"، مما يدل على دورها النشط في الإفساد والمعاداة. نهاية أبي لهب: عذاب في الدنيا قبل الآخرة عندما نزلت سورة "المسد"، شعر أبو لهب بالإهانة الشديدة، ولكنه استمر في عناده وكفره. رفض الاستماع إلى صوت العقل أو الإيمان. كانت نهايته مهينة كما جاء في السورة، إذ أصيب بمرض جلدي معدٍ ومؤلم قيل إنه "العدسة" (مرض شبيه بالطاعون). بسبب خوف الناس من العدوى، تُرك وحيدًا دون أن يعتني به أحد. حتى بعد وفاته، لم يجرؤ أحد على دفنه، فاضطروا لدفع جثته بعصي إلى حفرة ثم ردمها بالحجارة. ابن أبي لهب: عتيبة ونهايته المروعة لم يكن أبو لهب وحده من عادى الإسلام، بل ورث ابنه عتيبة هذا العداء. كان عتيبة من أكثر الناس استهزاءً بالنبي ﷺ، وكان يُظهر بغضًا وعداءً علنيًا للدعوة. في إحدى المرات، تفل عتيبة في وجه النبي ﷺ ومزّق جزءًا من القرآن الكريم، فدعا عليه النبي ﷺ قائلاً: "اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك." استجاب الله دعوة نبيه، وحدثت الواقعة الشهيرة خلال رحلة تجارية لعتيبة إلى الشام. أثناء استراحة القافلة في الصحراء، حذرهم أحدهم قائلاً: "احذروا أسود الشام!"، فقاموا بتسييج معسكرهم لحماية أنفسهم. ومع ذلك، جاء أسد ضخم، ووسط دهشة الجميع، تخطى جميع الرجال واتجه مباشرة إلى عتيبة، فافترسه وقتله في مشهد رهيب أثبت أن دعوة النبي ﷺ لا تُرد. الدروس المستفادة من القصة: قوة الحق أمام الباطل: رغم قوة أبي لهب المادية والاجتماعية، إلا أن عاقبته كانت دليلًا على أن الحق دائمًا ينتصر في النهاية. عاقبة الظلم: القصة تظهر كيف أن الظلم والعداء للحق لا يمران دون عقاب إلهي. التأييد الإلهي للنبي ﷺ: دعوة النبي ﷺ على عتيبة واستجابة الله لها تؤكد أن الله يدافع عن أوليائه وينصر رسله. عبرة لمن يكابر: نهاية أبي لهب وأسرته تُظهر عاقبة الكبر والعناد أمام دعوة الحق. القصة تبقى درسًا خالدًا: تُعتبر قصة أبي لهب وابنه عتيبة تذكيرًا للأجيال بأهمية الإيمان بالله والابتعاد عن الظلم والعداوة للحق. إنها تذكرنا بأن العاقبة دائمًا للمتقين، وأن الله يمهل ولا يهمل، وأن الظالمين لن يفلتوا من عدالة الله.



google-playkhamsatmostaqltradent