إعلان قناتك على يوتيوب
recent
أخبار ساخنة

آل عمران: كيف اصطفاهم الله ليكونوا جسرًا بين النبوة والمعجزات عبر الأجيال؟

 ** آل عمران: كيف اصطفاهم الله ليكونوا جسرًا بين النبوة والمعجزات عبر الأجيال؟**



👧👨





قبل أن نغوص في عمق الحكاية السماوية التي حفرت في ذاكرة الزمن وكتبت بماء الذهب على صفحات التاريخ، ينبغي أن نتذكر أن الله عز وجل، بحكمته وعدله، قد اختار عبر التاريخ رجالًا ونساءً بعينهم ليكونوا رسلًا وأنبياء. جعل من بعضهم شجرة وارفة الظلال، تتفيأ تحتها الإنسانية بمعجزاتها ودروسها الخالدة. ومن بين هؤلاء كان آل عمران، العائلة المباركة التي امتزجت بالطهارة والنقاء، وحملت رسالة عظيمة. هذه الرسالة تجسد أسمى معاني الإيمان والتضحية، لتكون نورًا يهتدي به الحائرون وعبرة للأجيال القادمة.


اختيار الله لآدم عليه السلام

كانت بداية القصة مع اختيار الله لآدم عليه السلام، أبو البشرية، الذي خلقه الله بيديه، وعلّمه الأسماء كلها، ثم أسكنه الجنة ليكون أول من شهد جمال خلق الله وعظمة تدبيره. كان أول من أدرك حكمة الله في صنع كل شيء بميزان وعدل. ومن ثم جاء نوح عليه السلام، الذي حمل سفينة الإيمان وسط طوفان الجحود والكفر، وصبر على أذى قومه رغم الإعراض والاستهزاء. أصبح نوح رمزًا للصبر والثبات في وجه الابتلاء.


إبراهيم عليه السلام وبداية الاصطفاء

ثم جاء إبراهيم عليه السلام، خليل الله الذي كان أبًا للأنبياء، والذي خاض تجارب عديدة في الإيمان، من محاربته للأصنام وكسرها، إلى اختبار التضحية بابنه إسماعيل عليه السلام. ومن ذريته جاءت سلسلة من المصطفين الأخيار، أنبياء ومرسلين، لتصل بنا القصة إلى عمران الأول.


عمران الأول: الأب الذي أنجب النبوة

عاش عمران الأول في زمن مصر القديمة، حيث كان الظلم والقهر يسودان المجتمع. كان رجلًا عظيمًا صاحب إيمان راسخ، يُعرف بالصادق الأمين وكان محبوبًا بين الناس. تزوج من امرأة صالحة وأنجبت له موسى وهارون. موسى بعث برسالة تحرير بني إسرائيل من طغيان فرعون، وهارون كان رفيقًا مساعدًا لموسى في مهمته. كانت قصة عمران الأول نموذجًا للأب المثالي الذي يزرع في أبنائه قيم الإيمان والتضحية.


عمران الثاني: شجرة القداسة

بعد أجيال طويلة وُلد عمران الثاني، الذي ارتبط اسمه بحكاية مريم العذراء. كان عمران الثاني رجلاً تقيًا وزوجًا صالحًا لحنة بنت فاقوذ. كان الله يستجيب دعاء زوجته حنة بأن يرزقها ذرية صالحة. فدعت قائلة: "رب إني نذرت لك ما في بطني محررًا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم." وُلدت مريم العذراء التي أصبحت رمزًا للطهارة والعفاف.


مريم العذراء: الطهارة المطلقة

مريم العذراء نشأت في بيت الطهارة والإيمان، وعاشت حياة مليئة بالعبادة والتقوى. كانت معجزاتها تظهر منذ الصغر، وكان الله يرزقها برزق غير متوقع في المعبد. اختارها الله لتكون أمًا لنبي الله عيسى عليه السلام، الذي سيكون آية للعالمين بمعجزاته ورسالته.


عيسى ابن مريم: كلمة الله وروحه

وُلد عيسى عليه السلام بمعجزة إلهية عظيمة، وكان منذ اللحظة الأولى نبيًا، وأعلن في المهد عن نفسه قائلاً: "إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا." كانت حياة عيسى مليئة بالمعجزات، من شفاء المرضى إلى إحياء الموتى. رغم ذلك، جحوده وتكذيبه من بني إسرائيل لم يثنه عن دعوته. عيسى كان يعيش ليبشر بالخلاص والإيمان، وليعيد الناس إلى الطريق المستقيم.


الاصطفاء الإلهي لآل عمران

آل عمران ليسوا مجرد أسماء تُذكر في القرآن، بل هم درس خالد في الطهارة والاختيار الإلهي. ذكرهم الله في قوله: "إن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين." هذه الآية الكريمة تُظهر أن الاصطفاء لا يكون على الأنساب أو الألقاب، بل للقلوب المؤمنة والنفوس التي تحمل الإخلاص لله.


الخاتمة

قصة آل عمران تمثل نموذجًا للطهارة والاصطفاء الإلهي، ولقدرة الله على اختيار من يشاء من عباده ليكونوا مصدر نور للبشرية.



google-playkhamsatmostaqltradent