إعلان قناتك على يوتيوب
recent
أخبار ساخنة

مُعْجِزاتُ الأَنْبِياءِ: دَلِيلٌ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ وَصِدْقِ رِسَالاتِهِمْ

مُعْجِزاتُ الأَنْبِياءِ: دَلِيلٌ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ وَصِدْقِ رِسَالاتِهِمْ



مُعْجِزاتُ الأَنْبِياءِ، مِنْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هِيَ شَواهِدُ خالِدَةٌ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَيْثُ أَيَّدَ اللهُ أَنْبِياءَهُ بِمُعْجِزاتٍ خارِقَةٍ لِلْعادَةِ، دَلِيلًا عَلَى صِدْقِ رِسالاتِهِمْ، وَلِكَيْ يَتَبَيَّنَ لِلنَّاسِ أَنَّهُمْ رُسُلُ اللهِ حَقًّا. فَما هِيَ مُعْجِزاتُ الأَنْبِياءِ الكِرامِ؟ وَكَيفَ أُيِّدوا بِما يُخْرِجُ عَنْ قُدُراتِ الْبَشَرِ الْعادِيَّةِ إِلى ما فَوْقَ حُدودِ الطَّبيعَةِ؟ سَنَخُوضُ في هَذا النَّصِّ في قِصَصِهِم وَمُعْجِزاتِهِم الَّتي أَيَّدَهُم اللهُ بِها، لِيَكُونَ دَليلًا لِكُلِّ مَنْ يَشْتاقُ إِلَى طَلَبِ الْحَقِّ.

ما هي المعجزة؟

المُعْجِزَةُ لُغَةً هِيَ ما أَعْجَزَ وَأَتى بِما يُعْجِزُ عَنْهُ سائِرُ النّاسِ. فَهِيَ كَسْرٌ لِلْعادَةِ وَتَحْديُدٌ لِكُلِّ ما يَعْرِفُهُ البَشَرُ وَيَحْتَرِفُونَهُ. وَقَدِ اخْتارَ اللهُ أَنْبِياءَهُ لِيُؤَيِّدَهُمْ بِمُعْجِزاتٍ تُذْهِبُ الْعُقُولَ، وَتَقْهَرُ الشُّكوكَ، وَتَدُلُّ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَالمُعْجِزَةُ هِيَ الَّتي تَجْعَلُ الأَنْبِياءَ يَتَفَرَّدونَ عَنِ البَشَرِ، وَتَكْسِرُ كُلَّ قاعِدَةٍ أَجْراها اللهُ عَلَى عِبادِهِ فِي الدُّنْيا. كُلُّ نَبِيٍّ أُرْسِلَ في زَمَنٍ مُعَيَّنٍ، وَأُيِّدَ بِمُعْجِزَةٍ تُناسِبُ ما بَرَعَ فيهِ قَوْمُهُ، لِيَكُونَ الإِعْجازُ أَوْضَحَ، وَالْحُجَّةُ أَقْوَى، فَتَكونُ قُدْرَةُ اللهِ عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ وَدَليلًا قاطِعًا عَلى نَبُوَّتِهِ.

آدم عليه السلام - أولُ معجزةٍ في الخليقة

سَيِّدُنا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَبُو الْبَشَرِ وَأَوَّلُ الأَنْبِياءِ، خُلِقَ مِنْ تُرابٍ بِيَدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ نُفِخَ فيهِ مِنْ رُوحِهِ. هَذِهِ الْخَلِيقَةُ النَّقِيَّةُ الْمُتَفَرِّدَةُ، الَّتي جَعَلَتْ مِنْ آدَمَ أَوَّلَ مَخْلوقٍ عاقِلٍ بَشَرِيٍّ، كَانَتْ مَعْجِزَةً بِنَفْسِها، فَاللهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْإِنْسانَ وَأَتْقَنَ صُنْعَهُ، وَجَعَلَ فيهِ نَفْخَةً مِنْ رُوحِهِ تَفْصِلُهُ عَنِ البَهائِمِ وَالْكَائِناتِ. أُمِرَتِ الْمَلائِكَةُ بِالسُّجودِ لَهُ، كَرامَةً مِنَ اللهِ، وَلِيَكُونَ دَليلًا عَلَى قُدْرَةِ اللهِ فِي خَلْقِهِ، فَسَجَدوا كُلُّهُمْ إِلّا إِبْليسَ الَّذي اسْتَكْبَرَ وَكَفَرَ بِالْحَقِّ. وَكانَتْ مُعْجِزَةُ عِلْمِهِ لَها دَوْرٌ كَبيرٌ، فَاللهُ عَلَّمَ آدَمَ أَسْماءَ الْأَشْياءِ كُلَّها، ثُمَّ عَرَضَها عَلَى الْمَلائِكَةِ، فَلَمْ يَعْرِفوا، وَقالُوا: "سُبْحانَكَ، لا عِلْمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمْتَنا"، فَكانَتِ الْإِجابَةُ مِنْ آدَمَ دَليلًا عَلى مَعْرِفَتِهِ وَعِلْمِهِ الَّذي وَهَبَهُ اللهُ لَهُ. كَما خَلَقَ اللهُ مِنْ ضِلْعِهِ زَوْجَتَهُ حَوَّاءَ، وَهِيَ مَعْجِزَةٌ أُخْرى تُظْهِرُ قُدْرَةَ اللهِ فِي الْخَلْقِ وَالإِبْداعِ.

إدريس عليه السلام - النبيُّ المرفوع

سَيِّدُنا إِدْريسُ عَلَيْهِ السَّلامُ، كانَ ثانِي الأَنْبِياءِ بَعْدَ آدَمَ، وَأُرْسِلَ إِلَى قَوْمٍ مُمْتَنِعينَ عَنِ الإِيمانِ. عُرِفَ إِدْريسُ بِكَثْرَةِ التَّعَلُّمِ وَالِاجْتِهادِ في الطّاعَةِ وَالتَّفَكُّرِ في خَلْقِ اللهِ. قَدْ وَرَدَ في الكُتُبِ أَنَّهُ كانَ أَوَّلَ مَنْ اسْتَخْدَمَ الْقَلَمَ لِلْكِتابَةِ، وَأَوَّلَ مَنْ نَظَرَ في النُّجومِ وَحَرَكاتِها، فَكانَ اسْمُهُ مُشْتَقًّا مِنَ "الدِّراسَةِ" وَ"الدِّراسَةِ الْعِلْمِيَّةِ". قَدْ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ ثَلاثِينَ صَحِيفَةً، كانَتْ تَحْمِلُ أَسْفارَ الحِكْمَةِ وَالتَّعالِيمَ الدِّينِيَّةَ. وَمِنْ أَعْظَمِ مُعْجِزاتِهِ أَنَّ اللهَ رَفَعَهُ إِلَى السَّماءِ مَكانًا عَلِيًّا، لِيَكُونَ في مَقَامٍ مُقَرَّبٍ إِلَى اللهِ، وَتَبْقَى هَذِهِ الرِّفْعَةُ شَهادَةً عَلَى قُدْرَةِ اللهِ وَحُبِّهِ لأَنْبِيائِهِ الْكِرامِ.

نوح عليه السلام - شيخُ المرسلين

نَبِيُّ اللهِ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ، يُعْتَبَرُ مِنْ أَوائِلِ الأَنْبِياءِ بَعْدَ آدَمَ وَإِدْريسَ، وَيَحْمِلُ لَقَبَ "شَيْخِ الْمُرْسَلينَ"، كَما أَنَّهُ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ. أُرْسِلَ نُوحٌ إِلَى قَوْمٍ كانُوا يَعْبُدُونَ الأَصْنامَ، وَأَخَذَ يُبَلِّغُهُمْ رِسالَةَ التَّوْحيدِ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ سَنَةٍ إِلّا خَمْسينَ عامًا، وَلَكِنَّ قَوْمَهُ كَذَّبوهُ وَاسْتَهْزَؤُوا بِهِ. أَمَرَهُ اللهُ بِصُنْعِ سَفينَةٍ عَظِيمَةٍ، فَكانَ بِناؤُها عَلَى اليابِسَةِ يَدْعو لِلتَّعَجُّبِ وَالسُّخْرِيَةِ، وَلَكِنَّ نُوحًا بَنى السَّفينَةَ بِإِذْنِ اللهِ. وَأَمَرَهُ اللهُ بَعدَ إِكْمالِها أَنْ يَأْخُذَ مَعَهُ أَهْلَهُ وَالْمُؤْمِنينَ وَزَوْجَينِ مِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ اللهُ الطُّوفانَ، فَغَرِقَ كُلُّ مَنْ كَذَّبَ نُوحًا وَصَعِدَ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنونَ. كَما أَنَّ الطُّوفانَ كانَ دَليلًا عَلَى عَظَمَةِ اللهِ، وَعِقابًا لِلْكَافِرينَ الَّذينَ أَصَرُّوا عَلَى الْكَفْرِ.

هود عليه السلام - قوةُ التحدي
نَبِيُّ اللهِ هُودٌ عَلَيْهِ السَّلامُ، بُعِثَ إِلَى قَوْمِ عادٍ، قَوْمٍ اشْتَهَرُوا بِقُوَّتِهِمْ الْبَدَنِيَّةِ وَتَفاخُرِهِمْ بِقُوَّتِهِمْ وَضَخامَةِ أَجْسامِهِمْ، حَتّى قالوا: "مَنْ أَشَدُّ مِنّا قُوَّةً؟". وَدَعا هُودٌ قَوْمَهُ لِلْإِيمانِ وَالتَّوْحيدِ، وَحَذَّرَهُمْ مِنْ عاقِبَةِ التَّكَبُّرِ وَالْكَفْرِ، وَبَقيَ يَتَحَدَّاهُمْ أَنْ يَجْمَعوا أَمْرَهُمْ وَيَكيدوهُ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطيعوا أَنْ يَمَسُّوهُ بِسوءٍ. فَكانَتْ مُعْجِزَتُهُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ رِيحًا عاتِيَةً، قَضَتْ عَلَيْهِمْ جَميعًا، فَأَصْبَحَتْ مَساكِنُهُمْ خاويَةً تَشْهَدُ عَلى عاقِبَتِهِمْ وَعاقِبَةِ الْمُكابَرَةِ أَمامَ قُدْرَةِ اللهِ.


صالح عليه السلام - الناقةُ المعجزة
نَبِيُّ اللهِ صالِحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ، أُرْسِلَ إِلَى قَوْمِ ثَمُودَ، قَوْمٍ مَهَروا في نَحْتِ الصُّخورِ وَإِنْشاءِ الْمَساكِنِ الضَّخْمَةِ في الجِبالِ. طَلَبَ قَوْمُهُ مِنْهُ أَنْ يُظْهِرَ لَهُمْ مُعْجِزَةً تُثْبِتُ صِدْقَ رِسالَتِهِ، وَاقْتَرَحوا أَنْ تُخْرِجَ لَهُمْ ناقَةً مِنْ صَخْرَةٍ يابِسَةٍ، فَدَعا صالِحٌ رَبَّهُ فَاسْتَجابَ اللهُ لِدُعائِهِ وَأَخْرَجَ ناقَةً ضَخْمَةً أَمامَ أَعْيُنِهِمْ. وَكانَتِ النّاقَةُ آيَةً بَيِّنَةً، تَشْرَبُ كُلَّ الماءِ الَّذي يَجْلِبُهُ القَوْمُ يَوْمًا، وَيَحْلُبُها أَهْلُ الْقَرْيَةِ يَوْمًا آخَرَ، فَتَكُونُ كَفيلَةً لِكُلِّ أَهْلِ الْقَرْيَةِ. وَبِالرَّغْمِ مِنْ هَذِهِ الْمُعْجِزَةِ، كَذَّبَ قَوْمُهُ صالِحًا وَقَتَلوا النّاقَةَ، فَكانَتِ النَّتيجَةُ أَنْ أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الصَّيْحَةَ، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِأَمْرِ اللهِ، وَتَرَكَتْ بِلادَهُم خاويَةً.


إبراهيم عليه السلام - النارُ الباردة
سَيِّدُنا إِبْراهيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، الَّذي لُقِّبَ بِـ"خَليلِ اللهِ"، كانَ مِثالًا لِلتَّضْحِيَةِ وَالثَّباتِ عَلَى مَبْدَئِهِ فِي وَجْهِ عِبادَةِ الأَصْنامِ وَالتَّعَلُّقِ بِاللهِ. كانَتْ قِصَّتُهُ مَعَ قَوْمِهِ وَمُحاوَلَتِهِمْ حَرْقَهُ مِنْ أَكْثَرِ الأَحْداثِ تَأْثِيرًا فِي نُبُوَّتِهِ، فَأَشْعَلَ قَوْمُهُ نارًا عَظيمَةً لِيُحْرِقوهُ بِها، لَكِنَّ اللهَ أَمَرَ النّارَ أَنْ تَكُونَ بَرْدًا وَسَلامًا عَلَيْهِ، فَأَصْبَحَتْ نارًا لا تُؤْذيهِ. كَما أَكْرَمَهُ اللهُ بِرَفْعِ قَواعِدِ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ مَعَ ابْنِهِ إِسْماعيلَ، لِيَكُونَ لَهُما شَرَفُ بِنَاءِ أَعْظَمِ بَيْتٍ لِلَّهِ فِي الأَرْضِ.


لوط عليه السلام - غضبُ السماء
بُعِثَ نَبِيُّ اللهِ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى قَوْمِ سَدُومَ، الَّذينَ اشْتَهَرُوا بِالْفاحِشَةِ وَالْمُنْكَرِ. نَصَحَهُمْ لُوطٌ أَنْ يَتَرُكوا أَفْعالَهمْ السَّيِّئَةَ وَيَتَّبِعوا رِسَالَةَ التَّوْحيدِ، وَحَذَّرَهُمْ مِنْ عَاقِبَةِ كُفْرِهِمْ. لَكِنَّهمْ أَبَوْا إِلَّا مُعَانَدةً وَتَجَاهُلًا، وَفَاقُوا عَلَى فِعْلِهِمْ. فَجَاءَ عَذَابُ اللَّهِ، فَأَمَرَ اللهُ سَحَابَةً مِنَ الْحِجَارَةِ فَسَارَتْ عَلَيْهِمْ، فَفَجَّرَتْ بِيُوتَهُمْ وَسَحَقَتْهُمْ. وَيُعَدُّ عَذَابُ سَدُومَ وَفَناءُ قَوْمِهِمْ دَليلًا عَلَى غَضَبِ اللَّـهِ وَعِقَابِهِ لِلْفَاسِقِينَ.


شعيب عليه السلام - العقبةُ الكبرى
نَبِيُّ اللهِ شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلامُ، أُرْسِلَ إِلَى قَوْمِ مَدْيَنَ الَّذِينَ كانوا يَفْسُدُونَ فِي الْمِيزَانِ وَيُقَايِضُونَ النَّاسَ فِي الْمُدْنِيَّةِ. دَعَا شُعَيْبٌ قَوْمَهُ لِيَعُودُوا إِلَى قَوَاعِدِ العَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَالْتَّوْحِيدِ، وَحَذَّرَهُمْ مِنْ قَصَاصِ اللَّـهِ إِنْ أَصَرُّوا عَلَى فِعْلِهِمْ. وَلكِنَّهُمْ رَفضُوا وَحَارَبُوا نَبِيَّهمْ، فَأَرْسَلَ اللَّـهُ عَلَيْهِمُ رِيحًا عَاتِيَةً جَعَلَتْ جَمِيعَ بُيُوتِهِمْ خَاوِيَةً. وَبِهِذَا العَذَابِ دَفَعَ اللَّـهُ عَائِلَتَهُمْ مِنَ الأَرْضِ.


موسى عليه السلام - معجزةُ العصا
نَبِيُّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، الَّذِي بُعِثَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ فِي مِصْرَ، حَتَّى قَالَ فِرْعَوْنُ: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى". فَأَمَرَ اللَّـهُ مُوسَى أَنْ يَذْهَبَ إِلَيْهِ وَيَدْعُوَهُ إِلَى التَّوْحِيدِ وَإِيمَانِهِ بِاللَّهِ. فَفَعَلَ مُوسَى وَمَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ، وَفَجَّرَ اللَّـهُ لَهُ أَعْجُوبَةَ العِصَا الَّتِي تَحَوَّلَتْ إِلَى حَيَّةٍ عَظِيمَةٍ فَأَذْهَلَتْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ. بَينَمَا قَامَتْ جُندُ اللَّهِ فِيهِمْ بِالْبَحْرِ الَّذِي انْفَجَرَ لِيَفْرُقَ بَيْنَ مُوسَى وَقَوْمِهِ وَفِرْعَوْنَ فِي غَمْرَتِهِ، فَغَرِقَ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بِإِذْنِ اللَّـهِ.


عيسى عليه السلام - المعجزاتُ الإلهية
نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وُلِدَ مِنْ مَرْيَمَ البَتُولَةِ، وَكانَ رَسُولًا يُؤَدِّي رِسَالَةَ التَّوْحِيدِ وَالإِيمَانِ. تَفَرَّدَ بِمُعْجِزَاتٍ فَائِقَةٍ فِي زَمَانِهِ، فَأَحْيَا مَوْتَى وَبَرَأَ أَعْمَى وَمُبْرَصَ، وَأَطْعَمَ النَّاسَ بِرَغِيفٍ وَمَاءٍ كَثِيرٍ. وَرَغْمَ هَذِهِ المُعْجِزَاتِ، كَذَّبَهُ بَعْضُ القَوْمِ وَفَجَّرُوا أَعْدَاءَهُ. وَلَكِنْ رَفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ، وَجَعَلَهُ مِنْ أَعْظَمِ الرُّسُلِ الَّذِينَ جَاءُوا لِيُبَيِّنُوا حَقَّ الرَّبِّ.

محمد صلى الله عليه وسلم - خاتمُ الأنبياء
نَبِيُّ اللَّهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَرَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ. وَقَدْ بُعِثَ لِيُهَذِّبَ النَّاسَ وَيُعَلِّمَهُمْ دِينَ اللَّهِ، فَجَاءَ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ لِيَكُونَ مَنْهَجًا حَيَّا وَطَرِيقَ نَجَاةٍ لِجَمِيعِ البَشَرِ. إِنَّ رِسالَتَهُ تَفَرَّدَتْ بِالعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ، وَقَالَ فِي حَقِّهِ رَبُّهُ: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالمِينَ".

تَعَارَفَ النَّاسُ فِي زَمَانِهِ عَلَى خُلُقِهِ وَمَواقِفِهِ النَّبِيلَةِ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثالًا لِمُحَارَبَةِ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ، وَنَشْرِ العَدْلِ وَالْمَرْحَمَةِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ الْمُنْطَقَةِ. وَحَتَّى وَفَاتِهِ، ظَلَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤَسِّسُ لِرِسَالَتِهِ وَيَحْمِلُ أمانَةَ النَّبُوَّةِ، وَيُرَسِّخُ أُسُسَ التَّوْحِيدِ فِي قُلُوبِ النَّاسِ.



google-playkhamsatmostaqltradent