هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَجْرِي فِي الْعَالَمِ حَالِيًّا مُخَطَّطٌ لَهُ وَمُرَتَّبٌ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ؟
هَلْ يُعْقَلُ أَنْ تَكُونَ الزَّلَازِلُ وَالأَعَاصِيرُ مُدَبَّرَةً؟ وَهَلْ يُعَدُّ ظُهُورُ الْأَجْسَامِ الطَّائِرَةِ الْمَجْهُولَةِ (الْيُوفُوز) وَالطَّائِرَاتِ الْمُسَيَّرَةِ (الدُّرُونْز) فِي سَمَاءِ أَمْرِيكَا تَمْهِيدًا لِشَيْءٍ مَا؟ أَمَا الْأَوْبِئَةُ وَالأَمْرَاضُ الْمُصْطَنَعَةُ، أَلَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ سِينَارِيُو مُحْكَمِ الْحَبْكِ؟
لِنَتَذَكَّرْ مَعًا تِلْكَ الْأَصْوَاتَ الَّتِي عَلَتْ مُحَذِّرَةً مِمَّا يَحْدُثُ الْيَوْمَ، وَمِنْ تِلْكَ الْمُخَطَّطَاتِ الْخَفِيَّةِ. وَلَكِنْ يَظَلُّ السُّؤَالُ الْمِحْوَرِيُّ قَائِمًا: مَا الَّذِي يُخَطِّطُونَ لَهُ بَعْدُ؟ وَمَا قِصَّةُ مَشْرُوعِ الشُّعَاعِ الْأَزْرَقِ الَّذِي يُشَاعُ الْحَدِيثُ عَنْهُ؟
يُعْتَقَدُ أَنَّ الْمَرْحَلَةَ الْأُولَى تَتَمَثَّلُ فِي تَشْتِيتِ وَعْيِ الْإِنْسَانِ، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ الْمَشَارِيعِ الْهَامَّةِ الَّتِي نُسِبَتْ إِلَى الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ. [^1]
تَبْدَأُ الْقِصَّةُ بِتَزَايُدٍ مَلْحُوظٍ فِي الْزَلَازِلِ الَّتِي تَضْرِبُ الْعَالَمَ فِي أَمَاكِنَ مُتَفَرِّقَةٍ وَدُونَ سَابِقِ إِنْذَارٍ. بِدَايَةً مِنْ الزِّلْزَالِ الْمُدَمِّرِ الَّذِي ضَرَبَ الْحُدُودَ التُّرْكِيَّةَ السُّورِيَّةَ بِقُوَّةِ 7.8 دَرَجَاتٍ عَلَى مِقْيَاسِ رِيخْتَرَ، [^2] وَبَعْدَهَا بِمَا لَا يَزِيدُ عَنْ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ، وَقَعَ زِلْزَالٌ آخَرُ فِي الْمَغْرِبِ بِقُوَّةِ 6.8 دَرَجَاتٍ. [^3]
فِي الْبِدَايَةِ، اعْتَبَرَ النَّاسُ هَذَا الْأَمْرَ طَبِيعِيًّا وَمُحْتَمَلًا، وَلَكِنَّ الْغَيْرَ عَادِيٍّ هُوَ مَا شَهِدَهُ الْكَثِيرُونَ قُبَيْلَ وُقُوعِ الزَّلْزَالِ، حَيْثُ رَأَوْا شُعَاعًا مُضِيئًا وَمُتَوَهِّجًا بِلَوْنٍ أَزْرَقَ. تَعَدَّدَتْ شَهَادَاتُ النَّاسِ وَتَوَافَرَتِ الْفِيدْيُوهَاتُ الَّتِي تُوَثِّقُ ذَلِكَ، [^4] لِتُؤَكِّدَ أَنَّ الْأَمْرَ لَيْسَ مُجَرَّدَ أَقَاوِيلَ. كَانَ الشُّعَاعُ قَوِيًّا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ أَخْفَى النُّجُومَ فِي السَّمَاءِ، وَأَفْزَعَ الْأَبْقَارَ فِي الْمَنَاطِقِ الْمُجَاوِرَةِ، الَّتِي أَخَذَتْ تَصِيحُ وَتَئِنُّ بِصَوْتٍ عَالٍ.
هُنَا، بَدَأَ التَّسَاؤُلُ يَتَسَرَّبُ إِلَى الْأَذْهَانِ: هَلْ هَذِهِ الزَّلَازِلُ مُفْتَعَلَةٌ وَمَدْبَرَةٌ؟ وَمَا قِصَّةُ الْوَمِيضِ الْأَزْرَقِ الَّذِي يَسْبِقُ كُلَّ زِلْزَالٍ؟ وَهَلْ لِجِهَازِ هَارْبْ (HAARP) [^5] عَلَاقَةٌ بِهَذَا الْأَمْرِ؟
مِمَّا عَزَّزَ نَظَرِيَّةَ أَنَّ الزَّلَازِلَ مُفْتَعَلَةٌ هُوَ ظُهُورُ الْخَبِيرِ الْهُولَنْدِيِّ الَّذِي تَنَبَّأَ بِحُدُوثِهَا قَبْلَ وُقُوعِهَا، وَبِدِقَّةٍ مُلَافِتَةٍ، بَلْ وَتَوَقَّعَ بِحُدُوثِ أَكْثَرَ مِنْ زِلْزَالٍ. عِنْدَمَا طَالَبَهُ النَّاسُ بِتَفْسِيرٍ لِقُدْرَتِهِ عَلَى التَّنَبُّؤِ بِالزَّلَازِلِ قَبْلَ حُدُوثِهَا، وَهُوَ أَمْرٌ لَمْ يَتَوَصَّلْ إِلَيْهِ الْعِلْمُ بَعْدُ، تَلَعْثَمَ وَبَدَأَ فِي إِطْلَاقِ تَفْسِيرَاتٍ غَيْرِ مَنْطِقِيَّةٍ، كَالْقَوْلِ بِأَنَّهُ يَعْرِفُ مِنْ حَرَكَةِ النُّجُومِ وَالْكَوَاكِبِ. هَذِهِ التَّفْسِيرَاتُ الْمُرْتَبِكَةُ، بِالإِضَافَةِ إِلَى تَوْقُّعَاتِ بَعْضِ الْمُتَنَبِّئِينَ، جَعَلَتِ الشُّكُوكَ تَتَضَاعَفُ حَوْلَ وُجُودِ شَيْءٍ مُرِيبٍ.
فَهَلْ هُنَاكَ قُوَى كُبْرَى مَسْؤُولَةٌ عَنْ هَذِهِ التَّحَرُّكَاتِ؟ لِنَتَتَبَّعِ الْخُطُوَاتِ بِتَمَعُّنٍ. إِذَا افْتَرَضْنَا أَنَّ تِلْكَ الْجَمَاعَاتِ تَهْدِفُ إِلَى التَّخَلُّصِ مِنْ أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ الْبَشَرِ لِتَحْقِيقِ مَا يُسَمَّى بِـ "الْمِلْيَارِ الذَّهَبِيِّ"، [^6] فَهَلْ سَيَلْجَأُونَ إِلَى إِحْدَاثِ بَعْضِ الزَّلَازِلِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ مِنْ الْأَسْهَلِ نَشْرُ فَيْرُوسٍ أَوْ اثْنَيْنِ فَتَّاكَيْنِ لِلْقَضَاءِ عَلَى عَدَدٍ أَكْبَرَ؟
وَلَكِنْ، هَلْ الْهَدَفُ مِنَ الزَّلَازِلِ هُوَ قَتْلُ النَّاسِ بِالْأَسَاسِ؟ قِصَّةُ الزَّلَازِلِ قَدْ تَكُونُ مُخْتَلِفَةً تَمَامًا، وَلَيْسَتْ مُرْتَبِطَةً بِتَقْلِيلِ الْسُّكَّانِ.
مِمَّنْ تَحَدَّثُوا عَنْ مَوْضُوعِ الزَّلَازِلِ شَخْصَانِ: سِيرْجْ مُونْسْتْ وَمَايَا صُبْحِي. مَايَا صُبْحِي شَخْصِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ، [^7] وَلَكِنَّ سِيرْجْ مُونْسْتْ قَدْ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلْبَعْضِ.
سِيرْجْ مُونْسْتْ كَانَ صَحَفِيًّا كَنَدِيًّا لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا بِنَظَرِيَّاتِ الْمُؤَامَرَةِ، حَتَّى عَامِ 1994. مِنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ، تَحَوَّلَ الرَّجُلُ تَمَامًا، وَادَّعَى أَنَّهُ اطَّلَعَ عَلَى وَثَائِقَ سِرِّيَّةٍ أَمْرِيكِيَّةٍ وَاكْتَشَفَ مُخَطَّطًا مُرْعِبًا سَيُنَفَّذُ بَدْءًا مِنْ عَامِ 2020. أَكَّدَ سِيرْجْ أَنَّ هَذَا الْمُخَطَّطَ سَيُغَيِّرُ الْعَالَمَ تَمَامًا وَيُغَيِّرُ مَوَازِينَ كَثِيرَةً، وَسَيَكُونُ بِدَايَةً لِنِهَايَةِ الْعَالَمِ. كَتَبَ سِيرْجْ كِتَابًا كَامِلًا عَنْ هَذِهِ الْمُخَطَّطَاتِ، وَظَهَرَ فِي الْقَنَوَاتِ التِّلِفِزْيُونِيَّةِ وَالنَّشَرَاتِ الْإِخْبَارِيَّةِ لِنَشْرِ كَلَامِهِ. لَيْسَ مِنْ الْمُسْتَغْرَبِ أَنَّ سِيرْجْ قُتِلَ لَاحِقًا، وَلَكِنْ قَبْلَ ذَلِكَ، سُجِنَ مَرَّتَيْنِ وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ الْحُكُومَةَ خَطَفَتْ أَوْلَادَهُ وَهَدَّدَتْهُ لِلتَّوَقُّفِ عَنِ الْحَدِيثِ. عِنْدَمَا عَلِمَتِ الْحُكُومَةُ الْكَنَدِيَّةُ بِصُعُوبَةِ الْإِبْقَاءِ عَلَى سِيرْجْ قَيْدَ الاعْتِقَالِ لِعَدَمِ وُجُودِ حُجَّةٍ قَانُونِيَّةٍ، أَطْلَقَتْ سَرَاحَهُ. وَلَكِنْ سُبْحَانَ اللَّهِ، بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، وُجِدَ سِيرْجْ مَيِّتًا فِي شَقَّتِهِ، وَقِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ بِسَبَبِ أَزْمَةٍ قَلْبِيَّةٍ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعَانِي مِنْ أَيِّ أَمْرَاضٍ وَكَانَتْ صِحَّتُهُ جَيِّدَةً جِدًّا، وَكَانَ عُمْرُهُ 50 عَامًا فَقَطْ. [^8]
مَا هِيَ الْمُخَطَّطَاتُ الَّتِي كَانَ يَتَحَدَّثُ عَنْهَا سِيرْجْ؟ وَمَا عَلَاقَتُهَا بِمَوْضُوعِ الزَّلَازِلِ؟
تَحَدَّثَ سِيرْجْ عَنْ مَشْرُوعِ الشُّعَاعِ الْأَزْرَقِ وَقَالَ إِنَّهُ يَتْبَعُ الْمَاسُونِيِّينَ، وَأَنَّ الْمَشَارِيعَ وَالْمُخَطَّطَاتِ الْأُخْرَى تَنْدَرِجُ تَحْتَهُ. يَتَكَوَّنُ الْمَشْرُوعُ مِنْ خُطُوَاتٍ مُتَتَالِيَةٍ تَهْدِفُ فِي النِّهَايَةِ إِلَى تَحْقِيقِ مَا يُخَطِّطُونَ لَهُ.
الْخُطْوَةُ الْأُولَى: تَشْتِيتُ وَعْيِ الْإِنْسَانِ بِشَتَّى الطُّرُقِ، سَوَاءٌ بِأَحْدَاثٍ غَرِيبَةٍ أَوْ بِالتَّخْوِيفِ مِنْ أَحْدَاثٍ مُفْتَعَلَةٍ كَسُقُوطِ النَّيَازِكِ وَالْكَوَاكِبِ عَلَى الْأَرْضِ، وَجَعْلِ الْإِنْسَانِ مُصَدِّقًا لَهُمْ وَلِأَخْبَارِهِمْ دَائِمًا، بِهَدَفِ التَّحَكُّمِ فِيهِ كُلِّيًّا.
قَدْ يَرَى الْبَعْضُ أَنَّ هَذَا أَمْرٌ مُسْتَبْعَدٌ، وَلَكِنْ هُنَاكَ حَادِثَةٌ وَقَعَتْ فِي عَامِ 1975 عِنْدَمَا قَرَّرَ مَجْلِسُ الْكُونْجَرِسِ تَشْكِيلَ لَجْنَةٍ سُمِّيَتْ لَجْنَةُ تْشِرْشْ لِلتَّحَقُّقِ مِنْ أَنْشِطَةِ وَكَالَةِ الْمُخَابَرَاتِ الْمَرْكَزِيَّةِ وَمَكْتَبِ التَّحْقِيقَاتِ الْفِدْرَالِيِّ وَوَكَالَةِ الْأَمْنِ الْقَوْمِيِّ الْأَمْرِيكِيَّةِ. [^9] وَقَدِ اكْتَشَفَتِ اللَّجْنَةُ أَنَّ هَذِهِ الْوِكَالَاتِ كَانَتْ تُسَيْطِرُ عَلَى الْصُّحُفِيِّينَ وَوَسَائِلِ الْإِعْلَامِ، بَلْ وَتَتَدَخَّلُ فِي كِتَابَةِ الرِّوَايَاتِ كَسِلْسِلَةِ رِوَايَاتِ جِيمْسْ بُونْدْ. كَانَ ذَلِكَ جُزْءًا مِنْ عَمَلِيَّةٍ سُمِّيَتْ مِشْبَكُ وَرَقٍ، [^10] تَمَّ فِيهَا جَلْبُ عُلَمَاءَ أَلْمَانٍ إِلَى أَمْرِيكَا لِلْعَمَلِ لِحِسَابِهَا وَمُسَاعَدَتِهَا فِي التَّحَكُّمِ فِي الْأَفْرَادِ، بِمَا فِي ذَلِكَ السَّيْطَرَةُ عَلَى الشَّخْصِ لِدَرَجَةِ تَنْفِيذِهِ الْأَوَامِرَ حَتَّى لَوْ كَانَتْ ضِدَّ إِرَادَتِهِ وَرَغَبَاتِهِ، بَلْ وَضِدَّ الْقَوَانِينِ الطَّبِيعِيَّةِ أَسَاسًا. [^11]
بَعْدَ الْكَشْفِ عَنْ هَذِهِ الْفَضِيحَةِ، زَعَمَتْ هَذِهِ الْمُنَظَّمَاتُ أَنَّهَا سَتُوقِفُ هَذَا الْمَشْرُوعَ. وَلَكِنْ فِي الْعَصْرِ الْحَالِيِّ، قَامَ إِيلُونْ مَاسْكْ بِنَشْرِ صُورٍ شَاشِيَّةٍ بَعْدَ شِرَائِهِ لِمِنَصَّةِ تُويْتِرْ (X) تُظْهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْجِهَاتِ لَا تَزَالُ تُسَيْطِرُ عَلَى الْمَنْشُورَاتِ الَّتِي تَظْهَرُ لِلْمُسْتَخْدِمِينَ، [^12] وَتَتَحَكَّمُ فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْاجْتِمَاعِيِّ بِشَكْلٍ عَامٍّ، بَلْ وَتَعْقِدُ اجْتِمَاعَاتٍ أُسْبُوعِيَّةً وَشَهْرِيَّةً لِتَحْدِيدِ الْمَعْلُومَاتِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَهَا النَّاسُ.
الْمَرْحَلَةُ الثَّانِيَةُ: هِيَ مَرْحَلَةُ الزَّلَازِلِ وَالْأَعَاصِيرِ، وَلَيْسَ الْهَدَفُ مِنْهَا إِيقَاعَ الضَّحَايَا، بَلْ هَدْمُ مَبَانٍ مُعَيَّنَةٍ فِي أَمَاكِنَ مُحَدَّدَةٍ، وَوَضْعُ أَدِلَّةٍ تُكَذِّبُ الْأَدْيَانَ السَّمَاوِيَّةَ.
الْمَرْحَلَةُ الثَّالِثَةُ: تَحْمِلُ عُنْوَانَ الْوَهْمِ، وَيَتِمُّ فِيهَا زَرْعُ وَهْمِ وُجُودِ الْفَضَائِيِّينَ فِي عُقُولِ الْبَشَرِ، وَتَقْدِيمُ الْأَدِلَّةِ عَلَى أَنَّهُمْ سَيَهْبِطُونَ عَلَى الْأَرْضِ قَرِيبًا، سَوَاءٌ عَنْ طَرِيقِ الصُّوَرِ أَوِ الْفِيدْيُوهَاتِ، أَوْ مِنْ خِلَالِ أَشْخَاصٍ يَتَحَدَّثُونَ عَنِ الْمَوْضُوعِ ثُمَّ يَخْتَفُونَ لِتَأْكِيدِ فِكْرَةِ التَّكْتُّمِ عَلَى وُجُودِ الْفَضَائِيِّينَ. يَتِمُّ التَّمْهِيدُ لِهَذِهِ الْمَرْحَلَةِ عَبْرَ الْأَفْلَامِ وَالْأَعْمَالِ السِّينَمَائِيَّةِ لِزَرْعِ الْفِكْرَةِ فِي الْأَذْهَانِ. لَقَدْ شَاهَدْنَا الْعَدِيدَ مِنَ الْأَفْلَامِ عَنِ الْأَمْرَاضِ وَالْأَوْبِئَةِ قَبْلَ ظُهُورِهَا فِي الْوَاقِعِ.
الْمَرْحَلَةُ الرَّابِعَةُ: سَتَشْهَدُ إِعْلَانَ بَعْضِ الدُّوَلِ عَنْ تَعَرُّضِهَا لِغَزْوٍ فَضَائِيٍّ، وَأَنَّهَا تَحْتَجِزُ فُضَائِيِّينَ. بَعْدَ ذَلِكَ، سَيَخْرُجُ الْأَمْرُ عَنِ السَّيْطَرَةِ وَيَظْهَرُ الْفُضَائِيُّونَ لِلْعَلَنِ، وَسَتُعْلِنُ الْأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْفُضَائِيِّينَ كَانُوا يُسَاعِدُونَنَا فِي الْفَتَرَاتِ السَّابِقَةِ. بِالْفِعْلِ، لَوْ رَاجَعْنَا جَلَسَاتِ الْبِنْتَاغُونِ الْأَخِيرَةَ حَوْلَ الْفَضَائِيِّينَ، سَنَجِدُ أَنَّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ ظُهُورِهِمْ فِي الْأَمَاكِنِ الَّتِي تَحْتَوِي عَلَى صَوَارِيخَ نَوَوِيَّةٍ، وَأَنَّهُمْ يَقُومُونَ بِتَعْطِيلِهَا. [^13]
حَتَّى فِي الْعَرْضِ الْأَخِيرِ فِي أَمْرِيكَا، صَرَّحَ عُمْدَةُ مَدِينَةِ بِلْفِلْ، مَايْكِلْ بِنْهَامْ، بِأَنَّ الْفَضَائِيِّينَ يُسَاعِدُونَنَا فِي الْبَحْثِ عَنِ الْمَوَادِّ الْمُشِعَّةِ الْمَفْقُودَةِ. [^14] وَقَدْ أَعْلَنَتْ أَمْرِيكَا مُؤَخَّرًا عَنْ فُقْدَانِ جِهَازٍ يَحْتَوِي عَلَى مَوَادَّ مُشِعَّةٍ. [^15] بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ مُبَالَغَةِ الْعَرْضِ الْأَمْرِيكِيِّ، فَإِنَّ طَلَبَ صَفْقَةِ طَائِرَاتٍ مُسَيَّرَةٍ يَتَزَامَنُ مَعَ ظُهُورِ هَذِهِ الطَّائِرَاتِ بِالْقُرْبِ مِنْ أَمَاكِنَ عَسْكَرِيَّةٍ، وَبِطَرِيقَةٍ تُشْبِهُ أُسْلُوبَ الْجَيْشِ الْأَمْرِيكِيِّ، وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ الْخُبَرَاءُ كَفِيجَايْ كُومَارْ، أُسْتَاذُ الْهَنْدَسَةِ الْمِيكَانِيكِيَّةِ فِي جَامِعَةِ بِنْسِلْفَانْيَا. [^16] أَمَّا الْأَنْوَارُ الْمُنْبَعِثَةُ مِنَ الطَّائِرَاتِ وَالدُّرُونْزِ، فَتَبْدُو كَأَنَّهَا إِشَارَةٌ لِقُدُومِ الْفَضَائِيِّينَ.
وَلَكِنْ، حَتَّى لَوْ رَأَيْتَ طَبَقًا طَائِرًا بِعَيْنَيْكَ، فَلَا تُصَدِّقْهُ، لَيْسَ فَقَطْ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ مُجَرَّدَ هُولُوغْرَامٍ، بَلْ لِأَنَّ الصُّحُونَ الطَّائِرَةَ الَّتِي بَنَاهَا هِتْلِرُ وَتَمَّ تَصْوِيرُهَا اخْتَفَتْ فَجْأَةً، وَيُفْتَرَضُ أَنْ تَظْهَرَ فِي أَوْقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ مُخَطَّطٍ لَهَا. عُمُومًا، تَنْتَهِي هَذِهِ الْمَرْحَلَةُ بِإِعْلَانِ ظُهُورِ الْفَضَائِيِّينَ.
الْمَرْحَلَةُ التَّالِيَةُ: تُسَمَّى الصَّيْحَةَ، وَيَتِمُّ فِيهَا الْإِعْلَانُ عَنْ ظُهُورِ الْإِلَهِ الْغَامِضِ، وَهُوَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الْأَعْوَرُ. سَيُقَدِّمُ لِكُلِّ شَخْصٍ مَا يُرِيدُهُ: لِلْمَسِيحِيِّينَ إِلَههُمْ، وَلِلْمُسْلِمِينَ الْمَهْدِيَّ الْمُنْتَظَرَ، وَهَكَذَا لِبَاقِي الْأَدْيَانِ. سَيَدْعُو النَّاسَ لِعِبَادَتِهِ، وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ الْكَلَامِ فَقَطْ، بَلْ سَيَسْتَخْدِمُونَ تَرَدُّدَاتٍ مُنْخَفِضَةً تُؤَثِّرُ عَلَى عَقْلِ الْإِنْسَانِ وَتَجْعَلُهُ يَشْعُرُ بِالْحُبِّ وَالرَّاحَةِ وَالْأَمَانِ، مِمَّا يَدْفَعُهُ لِتَصْدِيقِ كُلِّ مَا يَدْعُونَ إِلَيْهِ. هَذِهِ التَّرَدُّدَاتُ سَتَجْعَلُ الْإِنْسَانَ يَشْعُرُ كَأَنَّهُ يَسْمَعُ صَوْتَ الْإِلَهِ يُنَادِيهِ، وَهَذَا مَا سَيُفَسِّرُهُ الْبَعْضُ عَلَى أَنَّهُ تَخَاطُرٌ دِينِيٌّ. بَعْدَ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ النَّاسِ، سَيَقُومُونَ بِافْتِعَالِ زَلَازِلَ فِي الْأَمَاكِنِ الدِّينِيَّةِ لِلْقَضَاءِ عَلَيْهَا تَدْرِيجِيًّا.
الْمَرْحَلَةُ الْأَخِيرَةُ: يُمْكِنُ تَسْمِيَتُهَا الْحَرْبَ الْكُبْرَى. سَيَتِمُّ تَصْوِيرُ الْأَمْرِ لِلْعَالَمِ عَلَى أَنَّهُ غَزْوٌ فَضَائِيٌّ يَتَطَلَّبُ تَعَاوُنَ كُلِّ الدُّوَلِ لِمُوَاجَهَتِهِ. سَيَتِمُّ اسْتِنْزَافُ أَسْلِحَةِ الدُّوَلِ الْمُسْتَهْدَفَةِ، ثُمَّ يَتَدَخَّلُ الْإِلَهُ الْجَدِيدُ لِإِيقَافِ الْحَرْبِ. بَعْدَ ذَلِكَ، سَيَتِمُّ تَحْوِيلُ الْعَالَمِ إِلَى دَوْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِعُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَدِينٍ وَاحِدٍ وَعَادَاتٍ وَتَقَالِيدَ مُوَحَّدَةٍ. بِالنِّسْبَةِ لِلْعُمْلَةِ الْإِلِكْتُرُونِيَّةِ، يُشَارُ إِلَى أَنَّ الْبِتْكُويْنَ قَدْ تَكُونُ مُرْتَبِطَةً بِهَذَا الْمُخَطَّطِ، وَأَنَّ الْعَالَمَ يَتَّجِهُ نَحْوَ الدَّفْعِ الْإِلِكْتُرُونِيِّ.
بَعْدَ ذَلِكَ، سَيَتِمُّ تَصْنِيفُ الْبَشَرِ إِلَى قِسْمَيْنِ: قِسْمٌ مُصَدِّقٌ وَمُؤْمِنٌ بِهِمْ، وَقِسْمٌ آخَرُ سَيَتِمُّ زَرْعُ شَرِيحَةٍ فِيهِ لِمُرَاقَبَتِهِمْ وَالتَّحَكُّمِ بِهِمْ. أَمَّا الرَّافِضُونَ، فَسَيُصْبِحُونَ عَبِيدًا أَوْ سَيَتِمُّ التَّخَلُّصُ مِنْهُمْ. بِالنِّسْبَةِ لِلْمَسْجُونِينَ، فَسَيُسْتَخْدَمُونَ كَبُنُوكِ أَعْضَاءٍ لِلْأَغْنِيَاءِ وَالنُّخْبَةِ، وَسَتُجْرَى عَلَيْهِمْ التَّجَارِبُ. أَمَّا الْأَطْفَالُ، فَالْمُوَالُونَ سَيَنْعَمُونَ بِالْحِمَايَةِ،