قِصةُ سُلَيمان.. المَلِكُ الذي حيَّر الدنيا بعِظَمِ مُلْكِه!
تخيّلوا معي رجلاً جمَع بين النبوة والمُلك العَظيم، حتى صار مضرب الأمثال في الحكمة والسلطان! إنه سليمان بن داوود عليهما السلام، ذلك الفتى الذي ورث عن أبيه النبوة لا المال، فطلب من ربه مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده. والله! لقد استجاب له ربُّه فأعطاه ما لم يُعطِ أحدًا في الأولين والآخرين.
أتعلمون ماذا يعني أن تسخّر لك الريح؟! كان له بساط من خشب يرفعه الجيش كله في لمح البصر، ويطير بهم حيث يشاء! حتى الحيوانات كانت تُحدّثه بلغتها.. نعم والله! مرةً مرَّ بوادي النمل فسمع نملةً تصرخ في أخواتها: "ادخلوا مساكنكم قبل أن يحطمكم جيش سليمان!" فضحك النبي الكريم من دهاء هذه المخلوقة الصغيرة.
لكن هل تعرفون ما أغرب ما في قصته؟ حتى الجن كانوا تحت إمرته يبنون له القصور ويغوصون في البحار! مرةً أمر عفريتًا منهم بإحضار عرش بلقيس فقال: "آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك!" لكن رجلاً مؤمنًا سبقه قائلاً: "أنا أحمله بين عشية وضحاها!" فتخيلوا دهشة سليمان حين وجد العرش أمامه بينما لم يغمض له جفن!
أما قصة بلقيس ملكة سبأ فحدِّث ولا حرج! أرسلت له هديةً ذهبيةً فرفضها قائلاً: "ما عند الله خيرٌ لي!" ثم أراد اختبار ذكائها فبنى لها قصرًا زجاجيًا فوق الماء! لما دخلته رفعت ثوبها خوفًا من البلل، فضحك سليمان: "إنه زجاج صلب يا بلقيس!" فاندهشت وأسلمت لله رب العالمين.
لكن هل تعلمون كيف مات هذا الملك العظيم؟ ظل واقفًا متكئًا على عصاه أيامًا بعد موته! حتى أكلت نملةٌ جزءًا منها فسقط جسده الطاهر. سبحان الله! حتى في رحيله كانت له آية تُثبت أن الجن لا يعلمون الغيب.