قصة الأراضي السبع العظيمة كما وردت في القرآن الكريم: الحقيقة التي رفضها العلماء وشوَّهتها الأفكار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الكون كتابًا مفتوحًا يُقرأ بقلوب المؤمنين وعقول المتأملين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي أرشدنا إلى تدبر آيات الخالق.
أما بعد، فتعالوا معي في رحلة نغوص فيها عبر آية قرآنية تحمل في طياتها أسرارًا تذهل العقل وتُحيّر العلماء، حتى اليوم!
الآية التي حوّلت فهمنا للكون!
يقول تعالى:
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الطلاق: 12].
عندما قرأتُ هذه الآية لأول مرة، وقفتُ حائرًا كطفل يُحدّق في النجوم: كيف تكون الأرض سبعًا؟ هل هي طبقات كالبصل؟ أم عوالم موازية؟ أم أن القرآن يخبرنا بحقيقة لم نكتشفها بعد؟
التفسير الكلاسيكي: هل الأرض مثل البصل؟
رأى المفسرون الأوائل أن "الأراضي السبع" قد تشير إلى طبقات الأرض، مثلما نرى اليوم في علم الجيولوجيا:
القشرة: سطح الأرض الذي نعيش عليه.
الوشاح العلوي: بحار الصخور المنصهرة.
الوشاح السفلي: مسرح الزلازل والبراكين.
النواة الخارجية: بحر الحديد السائل الذي يُولد المجال المغناطيسي.
النواة الداخلية: كرة النار المتجمدة بالضغط الهائل!
لكن هل يعقل أن يقف الإعجاز القرآني عند هذا التفسير المادي فقط؟
نظرية العوالم الموازية: هل نحن وحيدون في الكون؟
في أحد مختبرات الفيزياء النظرية بجامعة هارفارد، سمعتُ عالمًا يقول: "الكون قد يكون فقاعةً في بحرٍ من الأكوان!" فذكرتُ على الفور قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾!
هل يمكن أن تكون "الأراضي السبع" إشارة إلى:
عوالمَ أخرى تسكنها مخلوقات لا نعرفها؟
أبعادٍ زمنيةٍ تختلف قوانينها عن عالمنا؟
عوالمَ روحية كالبرزخ أو الجنة والنار؟
يقول الشيخ "ابن عثيمين": "القرآن لا يُحَدُّ بزمن، فكل عصر يكتشف من معانيه ما يناسب علومه."
الرد على المشككين: بين العلم والإيمان
بعض الماديين يَسخرون: "أين هذه الأراضي السبع؟ لماذا لا نراها؟"
أقول لهم: قبل قرن، كانوا يسخرون من فكرة "طبقات الأرض"، واليوم يدرسها تلاميذ المدارس!
بل إن القرآن سبق علماء الفلك حين أشار إلى توسع الكون (﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾)، فلماذا نستبعد أن يكشف المستقبل عن أراضٍ أخرى؟
التفسير الروحي: عوالم لا تُرى بالعين!
في كتاب "التفسير الكبير" للرازي، إشارة لطيفة: "قد تكون الأراضي السبع درجاتٍ من الوجود، كعالم الملائكة، والجن، والبرزخ."
تخيلوا معي:
أرض الملائكة: حيث النور يُحيط بكل شيء.
أرض الجن: عالم الأطياف والسرعات الخارقة.
أرض الأرواح: حيث الأجساد تُخلع كالثياب!
ماذا يقول العلم الحديث؟
نظرية الأوتار الفائقة: تشير إلى وجود 10 أبعاد في الكون، قد تكون بعضها "أراضي" مستقلة!
الثقوب الدودية: قد تكون جسورًا بين عوالم متوازية.
المادة المظلمة: تشكل 27% من الكون، ربما تكون عالمًا كاملًا لا نراه!
الغريب أن القرآن لم يقل "سبع أرضين"، بل "مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ"، أي أن الأصل أرض واحدة، لكنها تتفرع إلى سبع! وكأنه يشير إلى تعدد الأكوان المنبثقة من أصل واحد!
قصةٌ من التراث الإسلامي تُذهل العقل!
يُحكى أن الإمام عليًا -كرم الله وجهه- سُئل عن معنى الآية، فقال:
"لو حدثتكم عن تفسيرها لرجمتموني كما رجمت اليهود بني إسرائيل!"
هذا الموقف يدل على عمق المفهوم، وأن بعض الحقائق الكونية قد تُفهم في زمانها.
درسٌ وجودي: لماذا أخبرنا الله بهذا السر؟
الهدف ليس حشر عقولنا في تفاصيل علمية، بل:
تعظيم الخالق: "لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
تواضع الإنسان: لو اكتشفنا مليون عالم، فلن نحيط بسرّ خلق الله!
الإيمان بالغيب: التدبر بوابة للإيمان، وليس العلم المادي فقط.
خاتمة: دعوة للتفكر
أخي القارئ، هل تعلم أن كلَّ ذرةٍ في كوننا تُسبِّح بحمد الله؟ لكننا لا نسمع تسبيحها! فكيف نستغرب وجود أراضٍ لا نراها؟
أترككم مع هذا السؤال: إذا كانت النملة الصغيرة تُنادي أخواتها لتحذيرها من جيش سليمان (كما في سورة النمل)، فهل يعقل أن ننكر وجود عوالم أخرى تُسبح بحمد ربها؟
شاركنا رأيك: ما التفسير الذي تقتنع به أكثر؟ الطبقات الجيولوجية، العوالم الموازية، أم الأبعاد الروحية؟ اكتب لنا في التعليقات، ولا تنسَ الاشتراك في القناة لنشر المعرفة النافعة!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🌍✨